Translate

Saturday, December 31, 2016

لمسة

"لم يتكلما عن أي شيء بينهما قط. بل لم يتمنيا حتى حدوث شيء في خيالهما. هم على يوقنون تماما استحالية أن ينشأ شيء بينهما فلا عرف ولا مجتمع و لا أخلاق تسمح أو تقبل وجود مجرد فكرة لشئ ولا حتى هما أرادا ذلك و بالرغم من ذلك في وهج الكلام و خضم الضحك تلامست أطراف اصابعهما في مرح لثوان مرت ساعات و تبادلت الأعين القبلات في حرارة .. ثم اكملا حياتهما كأن شيئا لم يكن .. فحقا شيئا لم يكن "

Monday, August 8, 2016

الولاعة

"كل ماهو طبيعي محتمل مهما بلغ من سوء"

   اليوم هو الخميس و غدا عطلة مما يجعل طريق العودة من العمل أقل سوءا ،في طريق العودة دائما ما يمر بهذا السوق لا يبالي به بل ما يتمناه أن يخرج من هذا الشارع الضيق قبل دخول سيارة أو " توك توك " عكس الاتجاه فيغلق الطريق ساعة و هذا غالبا ما يحدث .. يدعو على صديقه الذي كلما رآه يقول " والعه يا عم بتشتغل في بنك و كمان جنب البيت وبعدين انت بتتكلم ليه هو انت بتتشحطط في المواصلات زينا ده انت معاك عربية " حتى كره البنك و كره البيت و كره السيارة
يدخن سيجاره و ينفث دخان يختفي في الهواء كعادة كل شيء يبدأ كبير .. يختفي ، يحاول قدر الإمكان أن ينفث من الدخان ما يقلل من هذة الرائحة .. ليست مشكلة انه سوق سمك ولكن هذا الشارع به كم من النفايات لا يوجد بأي مكان أخر حتى فاجئه صوتها  :
" ممكن ولاعة "
فتاة لا يعرف سنها فلا وجهها بكل انحناءاته التي لعبت المطاوي به ولا بشرتها التي دمرها أكل العفن ولا ملابسها التي تداري وتفضح كدمات وحروق يمكنوه من معرفة سنها ولكن هو رائحتها التي كثيرا ما مر بجثث حيوانات نافقة وكانت محتملة عنها
" ا** انت بتبص على ايه "
" اسف مش قصدي "
" اسف ايه و خرا ايه على دماغ أهلك  "
ينطلق بالسيارة مع انفتاح الطريق و لا يبالي بسيجارته التي أحرقت البدلة ولا برعشة قلبه التي لا يفهم لها سبب و لا ببيته الذي مر به و تليفونه الذي يرن بلا انقطاع كل ما في رأسه هو تلك الفتاة بتلك الرائحة التي لا تفارق منخاره من شدة قذارتها و كيف عقله يحضر لها صور سابقة وهي تقف وسط النفايات تبحث عن شيء اتراها تبحث عن بقايا طعام أم تعمل في فصل النفايات أو مهما كان السبب كيف يعيش هؤلاء الناس تلك الحياة التي لا مجال فيها للتفكير في حياة كريمة فالحياة بالنسبة لهم هي الجحيم بل ربما يكون الموت.. حياة .