Translate

Sunday, June 16, 2013

ما كانت للشيم ابدا أن تحسب نقيصة

لا أعلم كيف أبدأ حكايتي .. فكيف جاز لفتاة مثلي اتخذت الصمت خليلاً في الآونة الأخيرة أن تعبر عن مكنونها لأناس اتخذت أحكامها المسبقة وهواها حكماً و سيداً لها و من سيصدق ؟... إن لم أعلم كيف أبدأ كلامي ، فأعلم جيداً أنني لا بد وأن أتحدث و يعلو صوتي الآن ، ولكن …
أأتحدث عن نجاحي .. ضعفي .. حبي لمن حولي .. خذلاني .. قرارات صائبة ؟ خاطئة ؟ لا أعلم عمّ يجب أن أتحدث أولاً ولكني أعلم أنني لم أندم ما دمت قد تعلمت ولكن فقط إن كان بإمكاني أن أتعلم بوسيلة أخرى تحفظ لي نقاء قلبي و قوته،

تعلمت و رأيت .. رأيت ؟ أنا أرى دائماً ولكن لم أكن أصدق .. أردت ألا أصدق كيف يضيع نجاحي أمام عيني كي يرضى عني من أحب .. أهلي .. أصدقائي .. و هو –نجاحي- ! أين هو منهم ؟! أين حقه عليّ و عليهم !
أحببتهم كلهم ولكن لن أسمح لحبي بتدميري فإن مات نجاحي .. مت، أحببتهم كلهم ، لكن لن أسمح لأفكارهم أن تقتل جمالي ، فجمالي في شخصيتي .. في نجاحي .. فيمن أكون ، فإن مات جمالي .. مت.
تفوقت في المدرسة فأحبوني .. حتى وصلت للكلية فلم يعينوني على اختياري ، لماذا ؟ لأنك فتاة ! لأن هذا ما يريدون ! لأن هذا ما رسموه و خططوه لكيان كان من المفروض عليّ أن أكون ! فالمهم اللقب الذي يحبون وليس ما أريد و أتمنى ، يكفيكي هذا النجاح و لتتركي البقية للرجال ! أيعقل هذا الكلام ! عاندت كثيراً وعورضت أكثر ، فثابرت وتحملت و تعثرت، فقاومت إلى أن وصلت لنجاحي ، فكان النجاح سلطة و نفوذاً تفقأ عين من يجرأ أن يقلل من شأني، فإن تعثرت سابقاً فعلمت من أنا لاحقاً ، فعلم أهلي قدري و رفعوه بعد أن لفظوني سابقاً ، فنجاحي أعاد لي شأني و فوق الشأن شأن .. من وقتها وقد قررت ألا أسمح لكلمة في بطاقة أن تسرق نجاحي، فالنجاح يحدده الإنسان بفكره و ليس بنوعه ، إنه حقي وليس من حق المجتمع تحجيمه .. مجتمع زرع في فكر والدي سابقا أنني حين أعطي دراستي و نجاحي الأولوية عن الزواج أكون قد أتيت شيئا فريا ! فقط لأنني فتاة ! .. لا يهم فقد أردت أن أرفض وفعلت، رسالتي هي كل ما يعنيني و ها أنا ذا أمضي علي خطا تحقيق ما أردت ..تمنيت دائماً أن أصبح أنا الفتاة التي طالما يفخر بها الجميع .. التي تسعي دائماً أن تثبت من تكون بأفعالها !
أنا امرأة و هو ليس عيباً أو نقيصة و إنما شرف و عزة .. فأنا إنسانة لها عقل و قلب و رؤية و لست بضاعة في سوق تعرض ، و يوماً ما سأصبح أكثر مما تمنيت دوماً أن أكون …لست وحدي وإنما كل من هن مثلي ،يوماً ما سيعترف الجميع بقيمتنا .. سيعرفون بل و سيعترفون بأهميتنا ! سيدركون حينها ماذا تعني كلمة فتاة …..

No comments:

Post a Comment