Translate

Tuesday, March 14, 2017

مناجاة

جلس في المسجد بعد صلاة العشاء لا يعلم ماذا يفعل غير مناجاته لله يبتهل له و يدعو لصغيرته ان تكون بسلام حين جلس بجانبه شيخ المسجد و سأله عن أحواله و لماذا يراه متجهم هكذا
"بينتي يا شيخنا من الصبح بتولد و وولادتها متعسرة "
"ربنا ييسر يا حج خلينا نقرالها سورة مريم و ان شاء الله تطلع تلقيها ولدت "
جلس يقرأ و دموع تتكون في جنبات عينيه يحاول تطردها فتزيد و أنهى القراءة و سجد يدعو الله ألا يأخذ حفيدة بذنبه و خرج من المسجد يسمع زغاريد قادمة من بيته ولم يستطع الصعود و إن سبقه قلبه إلى أعلى فرحا " ربي ما أتيت الذنوب جرأة مني عليك ولا تطاولا على أمرك إنما ضعفا و قصورا حينما غلبتني طينتي و غشيتني ظلمتي ، ربي لا أشكو ولكن ارجو ، أرجو رحمتك التي وسعت كل شيء أن تسعني أنت الذي وسع كرسيك السماوات والأرض"

Wednesday, January 4, 2017

وداعا يا صغيري

      كيف لنا أن نحقق شيء دون أن نفعله دون أن نبذل أي مجهود لتحقيقه ؟، هل يمكن للأحلام ان تتحقق فقط بالتمني ؟، أم هل يمكن للغضب أن يعمينا عن أن نتذكر؟
لا الغضب يكمن داخلي منذ أشهر.. في أول مرة رأيتهما معا، ولكني لم أفعل شيئا، أردت قتلهما حينها بكل جوارحي،بل قتلتهما في عقلي ألف مرة ولكن مقتي لهما زرع انتقام اقوى داخلي، أردت أن أخذ منهما كل شيء اولا ثم يموتا و هم ينظران إلى و يعرفا أنني من قتلتهما ،أن يتأكدا أنني لن اكشف.. لن أسجن..لن تشوبني شائبة من موتهما فتكون سكرة الموت اقوى بالحسرة ..مهما شعرا لن يقارن شعورهما بما اكابده.
زوجي العزيز كنت سندا وقوة أعيش بها و إن انا أخطأت فأعرف انك لي ظهر أعيش به أصبحت حسرة أعيش لانتقم منها .. اقتلك كل يوم في عقلي حتى يحين يوم عيد قتلك بيدي.. نعم هذا ما أردته ..زوجي العزيز..بغضتك في كل ليلة جمعتني بك فكانت آهاتي ليست لك بل عليك آهات قلب ينزف مقت و اشمئزاز و مرارة .. كانت ابتهالات لله أن يلعنك لا يأخذك فالموت لك رحمة و رأفة لا اتمناها لك.. ألمس رقبتك و أتمنى أن اخنقك بيدي أن أهمس في أذنيك أن " الوداع يا صغيري" أن أراك عاري و مكبل و مخنوق ، أن أراك معذب..
تمنيت..نعم تمنيت ولكني لم أفعلها..أقسم بالله أنني لم أفعلها .. " أين دوائي اللعين ؟".. كيف إذا أراك ملقى بجانبي الآن عار.. و مكبل ... و مخنوق؟! ، يا الله لقد تمنيت وليس بالتمني جرم.. و سعيدة بما أراه ..وليست السعادة بجرم.. نعم سعيدة و ان فعلتها أو لم أفعلها .. بل أكاد أموت من فرط السعادة .. أم أنني أموت فعلا .. لماذا لا أستطيع أن أتحرك؟ .. ان أصرخ ؟و ماذا تفعل هي هنا .. هل قتلته ؟ .. هل قتلتني ؟ هل أراه يتحرك ؟!!
            "زوجتي العزيزة اعرف ما تفكرين به ولكن لا تجهدي نفسك بمحاولة التحرك أو الكلام فالدواء الذي تأخذينه يوميا لتضبطي نفسك قد استبدلناه بدواء من صنعها .. سم يتغلغل يوميا ليقتلك.. ببطء لكن دون أثر، و الآن اخذتي منه كمية كبيرة لتستوعبي ما رأيته كما توقعنا فأحدث لكي هذا الشلل ..نعم فدائما توقعتك منذ أول مرة رأيتك فيها معه.. نعم اعرف .. انت من يرفض في الناس كل شيء يقبله على نفسه أنت من يخون ولكن ما ان تخيلتي انك من تخاني فتحت أبواب الجحيم.
جاء دورك لتشعري بما عانيت .. لتعرفي معنى الحسرة و الذل، لم اخنك بل أردت أن تتخيلي ذلك أن تذوقي نفس الكأس  و الآن أنا من ينظر إليك و يعرف أن سكرات موتك زادت بالحسرة .. نعم فقد قرأت أوراقك .. و الآن .. وداعا يا صغيرتي "

Saturday, December 31, 2016

لمسة

"لم يتكلما عن أي شيء بينهما قط. بل لم يتمنيا حتى حدوث شيء في خيالهما. هم على يوقنون تماما استحالية أن ينشأ شيء بينهما فلا عرف ولا مجتمع و لا أخلاق تسمح أو تقبل وجود مجرد فكرة لشئ ولا حتى هما أرادا ذلك و بالرغم من ذلك في وهج الكلام و خضم الضحك تلامست أطراف اصابعهما في مرح لثوان مرت ساعات و تبادلت الأعين القبلات في حرارة .. ثم اكملا حياتهما كأن شيئا لم يكن .. فحقا شيئا لم يكن "

Monday, August 8, 2016

الولاعة

"كل ماهو طبيعي محتمل مهما بلغ من سوء"

   اليوم هو الخميس و غدا عطلة مما يجعل طريق العودة من العمل أقل سوءا ،في طريق العودة دائما ما يمر بهذا السوق لا يبالي به بل ما يتمناه أن يخرج من هذا الشارع الضيق قبل دخول سيارة أو " توك توك " عكس الاتجاه فيغلق الطريق ساعة و هذا غالبا ما يحدث .. يدعو على صديقه الذي كلما رآه يقول " والعه يا عم بتشتغل في بنك و كمان جنب البيت وبعدين انت بتتكلم ليه هو انت بتتشحطط في المواصلات زينا ده انت معاك عربية " حتى كره البنك و كره البيت و كره السيارة
يدخن سيجاره و ينفث دخان يختفي في الهواء كعادة كل شيء يبدأ كبير .. يختفي ، يحاول قدر الإمكان أن ينفث من الدخان ما يقلل من هذة الرائحة .. ليست مشكلة انه سوق سمك ولكن هذا الشارع به كم من النفايات لا يوجد بأي مكان أخر حتى فاجئه صوتها  :
" ممكن ولاعة "
فتاة لا يعرف سنها فلا وجهها بكل انحناءاته التي لعبت المطاوي به ولا بشرتها التي دمرها أكل العفن ولا ملابسها التي تداري وتفضح كدمات وحروق يمكنوه من معرفة سنها ولكن هو رائحتها التي كثيرا ما مر بجثث حيوانات نافقة وكانت محتملة عنها
" ا** انت بتبص على ايه "
" اسف مش قصدي "
" اسف ايه و خرا ايه على دماغ أهلك  "
ينطلق بالسيارة مع انفتاح الطريق و لا يبالي بسيجارته التي أحرقت البدلة ولا برعشة قلبه التي لا يفهم لها سبب و لا ببيته الذي مر به و تليفونه الذي يرن بلا انقطاع كل ما في رأسه هو تلك الفتاة بتلك الرائحة التي لا تفارق منخاره من شدة قذارتها و كيف عقله يحضر لها صور سابقة وهي تقف وسط النفايات تبحث عن شيء اتراها تبحث عن بقايا طعام أم تعمل في فصل النفايات أو مهما كان السبب كيف يعيش هؤلاء الناس تلك الحياة التي لا مجال فيها للتفكير في حياة كريمة فالحياة بالنسبة لهم هي الجحيم بل ربما يكون الموت.. حياة .

Saturday, January 31, 2015

القرار الأخير


 
ده مش قصص قصيرة ده محاولة لكتابة روائية فباخد الأراء..


       "أكرم" .. نادت عليه وهي تلمس أطراف شعر ذقنه النامية ، كانت تعلم جيدًا ما تشعر حياله ، ولكنها أيضًا تعلم ما لا يشعر تجاهها ، لم تتخيل أبدًا أن بعد قوتها ضعف ، لم تتخيل أن بعد كثرة رفضها رجاء .. رجاء خفي ظاهر و غير معلن عن رغبتها به التي تمادت في محاولة التعبير عنها حتى تخطت حدودها الشخصية و استسلمت له تماما أو أرادت أن تستسلم ولكن .. ولكن لم يقترب و ربما كرهت أنه لم يقترب .. و لربما تمنى .. و لربما كرهت أنه تمنى ولربما أحبته أكثر لأنه لم يقترب .
- " سرحان في أيه ؟ عايز تنام ؟ " هز كتفه في دليل على عدم المعرفة . اليوم هو الكارت الأخير.. حفلة لمطربها المفضل الذي يشعرها براحة في وحدتها القاتلة و التي في حبه لا تحب أن تشارك أحد ولكن .. و لكن اليوم مختلف فهو خطوتها تجاه الجنة أو النار تجاه الخلاص و عدم الوقوف على الأعراف .. خطوتها لما بعد خطوطها.. خطوتها تجاهه ، لعله يقترب لعله ينتشلها من وحدة اليل التي تشعر بيها يوميا منذ وفاة ذويها في ذلك الحادث المشهور ، أو لعلها تواجه نفسها أنه لم و لن يكون ملكا لها .
ستنام على كتفه و سيكره ذلك ، و سيكره أكثر أنه أحب أنها تفعل ذلك، سيكره أنه يحتاجها أنه يريدها و أنه يعلم أنه لا يحبها ، يكره أنه لا يمد يده ليدها أو يمرر أصابعه لتتخلل شعرها أو يتحسس شفتاها بأنامله معلنا كيف يريد أن يحرك شفتاه على نهج أنامله، يعلم أن استسلامه لما يريد سيجعلها تستسلم ولكنه يعلم أيضا أنه لذلك ربما يخسرها و يخسر نفسه التي لن تتوقف .. و كره أنه يعلم ذلك .
-" بتبصلي كده ليه ؟ " قالتها في دلال و قوة و كسوف و .. و رغبة ، كان ينظر لعينيها و شفتاها و هي تنظر ليده التي تمتد لخدها تلمسه ، كان في أسرع قطار يتذكر في إبطاء تصوير بطيء سنيمائي كيف كانت ممسكة بيده في الحفلة تقفز في سعادة طفولية محيرة لا يعلم أهي سعادة بالحفلة أم بأنه معها ممسكًا يدها و يحتويها .. هو لا يعلم .. ولا هي .. ولكنه قبلها في تلك اللحظة.


                             *          *           *           *          *        *           *           *

            من ذا الذي يهرب من الشيطان... لماذا كذبوا علينا بقبح و بشاعة الشيطان بصولجانه الشوكي و قرونه الحمراء و فمه ذي الأنياب الدامية ، لماذا هذه الخدعة و هو الذي يراها أمامه الأن في أقصى صور الجمال و أزهى الألوان و أخر صيحات الأناقة و أيات الأنوثة و أرق شفاه تنتج أعذب نغمات .
  لا يعلم سر ضعفه و إستسلامه لها كلما رأها ، رغم كل هذه السنون و كل ما فعلته به ولكنها يستسلم لهذه النظرة الجميلة ذات الجمال الشيطاني، كانت تنظر له و كان يعلم كل خطواتها مسبقًا ، فقد علمها و شكلها و حفظها و كثيراً ما تعذب في كذبها ولكنه خسر كما يخسر دائماً ، جلسا يتضاحكان في هذا المطعم الذي حلما دائماً أن يذهبوا إليه معاً في فرنسا وقت زواجهما ، الصدفة كانت أكبر من إستيعابهما أن يتقابلا هناك، رغم أنها هي من طلبت الطلاق بل و سافرت لتلوي زراعه حتى يذعن لأمرها و رغم أنه علم أنها ستندم لاحقاً على هجرها له و وعد نفسه أنه لن يستسلم لها أبداً و لن يسامحها ، و لكنها في كل مرة تراه فيها تخرج ألاعيبها عليه في تحدي أن تهزمه في لعبته التي علمها لها .. و في كل مرة هي في تحدي تكسبه في نفس اللحظة التي تقرر أن تبدأه و مهما أبدى تمنعاً و عناداً فالنتيجة واحدة .
   كانت تمجد فيه و في نجاحه و وسامته و تمدح كيف أندمج في تلك البلاد .. كان يحكي عن ما يريده في المستقبل و كانت تعلم بماذا يحلم و كانت تعلم ماذا سيقول لاحقا فهي مصدر الإلهام لهذه الأحلام فتكملها له في أحيان و تخطيء في الإكمال في بعض الأحيان كي يصححها و هي تعلم أنه سيفعل ، كما تفعل هي كل مرة خطواتها المعتادة .. تمسك يده تضغت عليها و تظهر دمعه في عينها .. يحتضنها و يمسح الدمعة قبل نزولها.
" أنا عمري ما قولتلك قبل كده .. بس أنا أسفه .. أنا بحبك " تلف رقبتها .. و تقبله .. لا يبادلها  ويصمت و يغوص في صمته في رحلة داخلية للبحث عن ذرة قوة تمنعها أو على الأقل تمنعه هو ، ولكنه .. و لكنه كلما غاص رأى أنواع و فنون التقبيل التي حلم بها و عاشاها سوياً في الماضي و عاد يحلم بها.
" أنا أسفة .. عارفة انه مينفعش .. مكنش قصدي أضايقك أنا .. " داعبت شعرها و أرجعته خلف أذنها و هو يسب و يلعن في سره الصدفة التي تجمعه بها في مكان أحلامه و هي ترتدي الحلق الذي أهداه لها في ذكرى زواجهما الأولى و كلما حلم بها كانت ترتديه .. أهو حلم .. أهو كابوس .. بالطبع هو كابوس بل جحيم .. أفاق على دمعة أخرى سقطت على يده و هي تقول
 " أنا أسفة ".
- " مبحبش أكون مديون لحد"
- " أنت عمرك ما كنت مديونلي يا أسامة أنا الي .."
قاطعها وهو يطبع قبلة على خدها و هو يرى إبتسامة نصرها التي كرهها و كره قوتها الناعمة الغاشمة التي لطالما أعتصرت عنفوان قوته و حولته لتراب منسي منثور و لكلما تمنع كلما أعطت و كلما أستسلم كلما تركته راغباً للمزيد .. كلما ذكرته أنها صاحبة .. القرار الأخير.
تحولت القبلة من خدها لشفتيها في إنفجار بركان يغلي يريد أن يثور
- " أسامة .. مينفعش أنا دلوقتي بقى عندي ابن صغير "
- " اه .. مش أسمه أسامه برضه ؟"
ابتسمت ابتسامة المنع فهي صاحبة ذلك القرار و لكنه كان يعلم أن تلك خطوتها و لكنها لم تعلم ما هي خطوته
- " عندك حق كل ده غلط "
- "أنت زعلت ؟ "
- " من ايه ؟ "قالها في إبتسامة تتصنع الإمتناع عن الغضب
و تفجر بركانها .. هي التي تقبله الأن.. و الأن هو يعرف .. لم يكن يرى الشيطان حين رأها .. بل حتما سيراه و لكن حين يعود للبيت و يروي أرضا بارت حين جفت مياة قناتها و علم الأن كيف يرويها من باب المنزل للأرض للأسره و يغسل تلك الأراضي تحت ( الشاور ) و في الصباح سينظر في المرآه و حينها .. سيراه.. الشيطان.

Friday, October 17, 2014

في مقتبل العمر

     
     كشاب في مقتبل العمر و بحالة إجتماعية جديدة ( خاطب ) العمل بالنسبة لي من متطلبات و أساسيات الحياة ، و مع بداية العام الدراسي الجديد لدي صديق مقرب وضعه مثل وضعي متبقي له عام على التخرج و كان ما فعله شيء لم يخطر لي على بال هو أن قدم إعتذار عن السنة الدراسية لتأجيلها كي يتفرغ للعمل ثم يكمل تعليمه في العام المقبل لكن بعد أن يثبَت في عمل يضمن له الحياة ، لا أعرض ما فعله موضع نقد بل على النقيض أنا أحترمه و أحترم قراره القائم على كثير من التضحيات ما ظهر منها لنا و ما بطن عنا و لكن أعرض الموقف متأملاً وعي هذا الشاب لمبدأ التضحية من أجل الوصول لشيء منشود فقد أرى أخرين يرفضون العمل لأن ( الشغلانه مش جايبه همها ) منتظرا بعد تخرجه من الكلية أن ينصَب مدير عام أو بمرتب مدير عام دون النظر ماذا سيقدم، و أنا أيضاً لا أنتقد طلباتهم فبعملية حسابية بسيطة ستكتشف أن مع متطلبات عصرنا الحديث بأسعارها الحديثة مرتب مدير عام ببضع ألاف قد لا يكفي أن تبني حياة دون مساعدة زويك إلا بعد ما يقارب العشر سنوات فقد أصبحنا جيلا غنيًا في بيته فقيرا في نفسه فقد يسميه البعض " عصر الأباء " و يسميه الأباء " جيل تايه أو مفقود " *، لا أعرف حلاً سحرياً لمعضلة جيل أعيشها معهم مع موقف هو أيضا منتشر و هو العمل بعمل الأب الذي قد يكون خارج دراستك أو ما قد رسمته لنفسك و هناك من يعمل للخبرة دون المال أملاًً في حظ أفضل مع عمل أخر و هناك و هناك و هناك و لم أعرض صور للمفاضله أو الإنتقاد ففي كل صورة قرر أحدهم أن يأخذ قراره بما يضحي من طموح أو وقت أو مال و دراسته أو ربما قرر أن يضحي بمن يحب أملاً أن يصل لشيء ليس في متناول يده القريب ولربما حدث في البعيد أو لن يحدث فكان كل قرار من أحزان هذا الزمان و مع كل هذه الصور أنتقد واحد فقط و هو من لديه الصحة و الشباب و يعمل ( منادي ) في تنظيم السيارات راجياً بعض الجنيهات التي مع الوقت أصبح لل ( ركنة تسعيرة ) على حسب المنطقة و ( الرجل عليها ) فأصبحت مربحة بمرتب " مدير عام " دون مبالغة فإن عُرض عليه عمل كريم رفضه لأنه و إن كان ألف جنيه ربما كان هذا ثلث ما يجنيه حالياً أو أقل، و لن أطيل في إنتقاد هذا الموقف فله أيضا من أسباب و مشاكل الحياة ما له فيستوقفني الفعل لا الشخص الذي ( يستسهل ) فلا ألومه ما دام هذا ما يفعله معظمنا فما أن أراه حتى أتذكر كتاب للكاتب الراحل " يوسف إدريس " بعنوان " فقر الفكر و فكر الفقر " للأسف لم تتح لي الفرصة أن أكمله حتى الأن و لكن تستوقفني كلمته فيما قال : " الفقر مرض يصيب الإقتصاد و يصيب العقول و يصيب الخيال أيضاً " و هو يوضح ما وصلنا إليه من فقر في الأفكار مؤدية لفقر في الإنتاج الذي بدوره يؤدي لفقر الإقتصاد لفقر في الفكر فنحوم حول أنفسنا في حلقة مفرغه الذي جعل معظم ما نراه حولنا نسخ من مسخ أفكار تنتشر للإختلافها الذي يلقى رواجاً لملل الناس و عزلتهم الإختيارية- الإجبارية التي خلقتها التكنولوجيا الحديثة التي توضح لنا كيف أصبحنا شعب مستهلك للأفكار منتظرا العلم يبدعه له أخرين في جهاز أو شيء و يعطيه لنا أو لا يعطيه وفقاً الموقف و ما يقتضيه أما ما نبدعه فيكون في حمل طفل صغير على كتفك أثناء ( الشحاته ) لشحذ تعاطف قد يجنيك أكثر و في بكاء بدموع التماسيح تجذب لك أنظار الناس و أموالهم و أفلام تخاطب النصف السفلي، فهذا هو فكر الفقر و هناك حولنا نرى فقر فكر و فقر فن و فقر إبداع في وقت نحن أمس الحاجة فيه لإستغلال للمواهب و الأفكار لخلق فكر جديد يناسبنا ليس مما نستهلكه من هوجة كل ما هو موضة تختفي بنفس سرعة ظهورها لإختلافها الشديد عنا كأن تلبس ثوب لا يناسب مقاسك فتتوالى الإختراعات الكسوله كي تدر المال القريب دون بصيرة لبعيد خالقين ( شماعة ) نعلق عليها مشاكلنا و نخلق أعداء وهمين لنادري عيوبنا بدل مواجهتها رغم أن عدونا هو نحن بجهلنا فليس هناك عدو أكبر منا لأنفسنا غير أنفسنا و إدعائنا للمعرفة دون تقبل نقد فنتوهم النجاح منتظرين أن يقدم لنا على طبق من ذهب دون تعب فيما قد يكون الحل في مواهب دفناها في رحلة السعي وراء المال الذي لن يسير تدفقه دون فكر يحافظ على تجديد مصادره بل و خلق سبل جديدة بفكر متأصل لنا كي نحيك ثوباً يناسب مقاسنا بالعمل و الإجتهاد و فكر و ثقافة ..

                                                                                                         علـي صيـام




* Lost Generation مصطلح للكاتب إرنست همنجواي أو ظهور للمصطلح في كتاب " The sun also rises " ثم في "Moveable
 feast "

Saturday, June 14, 2014

كأس العالم ( مقال مش رياضي )


    كرة القدم هي الرياضة رقم واحد في العالم ، تختفي كل المشاكل السياسية و الإقتصادية امامها، تجلس لترى المباراة بكل حماس و انفعال و تشجيع من صميم القلب يسمع في كل بيت و يدخل لكل الأذان هتاف المقاهي فرحة أو اعتراضا على اللعب، ثم يظهر " أونكل Uncle " صاحب الشارب الكث و النظرة الثاقبة و القميص الكاروهات و لي الشيشة الفاخرة و بالطبع " الكرش " المتدلي . ليملي على كل المقهى أرائة التي لا رد لها و سبابه و توجيهاته للاعبي الفرق العالمية - بالطبع اللاعبين سوف يشعرون بإنفعاله عبر القارات و إلا لماذا كل هذة التوجيهات- .. " أونكل" هذا هو معظمنا مع إختلاف الشارب و حجم الكرش فالرياضة مثلها مثل كثير من الأشياء في حياتنا و أفكار يجب أن تتم ممارستها و هنا تبدأ المشكلة . لقد أصبح شعبنا استهلاكي لكل شيء منتظرا من الغرب إبداع ما يبدعه في فيلم أو رياضة أو جهاز لنستهلكه عندما يفرغوا منه و هم يمينوا علينا به في نظرة اقتصادية بحتة يعيرنا به اهتماما أو لا حسب الموقف و ما يقتضيه. فتصل هذة المفارقة لشتى نواحي حياتنا حيث أصبح معظمنا محلل استراتيجي سياسي اقتصادي رياضي - أو زي ما أنا بعمل دلوقتي محلل ثقافي - فتبدأ المشكلة مع سرقة ألحان و أفلام بل و أفيشات الأفلام كما هي وحتى عند إدراكنا لهذا الغش و السرقة الفادحة تتحول هذة الأفلام لأعلى إيرادات - المهم صافيناز و هيفا و دينا يرقصوا - فلا يهتز كياننا لفعل السرقة التي تبدأ بالأفكار لتمس حياتنا بكل جوانحها فننتفض ولعا لمعرفة ماذا ترتدي الراقصة فلانة و الممثلة علانة في أخر أفلامها ولا يعير انتباهنا إكتشاف أحد أطفالنا لنظرية علمية . فتظهر حالات التحرش و نندهش لها و ينتفض الانترنت انتفاضة عملاقة تهز الأركان - يومين تلاتة كده - من تغير صورة " البروفيل " أو كتابة سبا و قذفا في في الشعب كله ولا ننسى ختامة الكلام ب"وطن عفن" و عندما تتكرر الحادثة و تزيد بشاعة زادت مدة تغير صورة البروفيل و السباب ..و نستغرب كيف يقف شخص ما يصور مثل هذه البشاعة وننسى ان من يقف حوله يرفعون أصواتهم فلا تهب أيديهم لإنقاذ الموقف و ننسى انه ربما يوم سمعت الموقف انك مررت جانب رجل - مع سحب لفظ رجل منه - يركل امرأة في بطنها ممدة على الأرض لا حول لها ولا قوة و كانت مخيلتك الإخراجية الجامحة تختلق القصص حول لماذا يمكن أن تستحق هذا الضرب قبل أن تتطرأ عليك أخيرا نظرية " اعمل نفسك ميت .. كل واهد في هاله يا مهي " و بما أننا " وطن عفن " فنستحق أن نكون عالم ثالث و الحقيقة اننا عالم ثالث لأنه ليس هناك عالم رابع أو خامس فإن وجد لاستحققنا بجدارة أن نكون عالم تاسع أو عاشر ولا تستحي أن تزيد الأصفار جانب الرقم. فالدول المتقدمة متقدمة ليس فقط في العلم و التكنولوجيا و انما احترامهم لآدميتهم و معرفتهم حقوقهم و واجباتهم و حماية حق الفرد في معيشته و ارادته و كرامته و سلامته ، فلا ترى في أي عالم أخر أو حتى عالم موازي أن تستنجد فتاة بالناس من معتدي فلا يستجيبوا إلا إذا نادت "حراميييي " !!
        عودة إلى " أونكل " فليس كل شبابنا بمثل أفكاره و كرشه بل تمتليء الصالات الرياضية بالشباب الذي يكد في الحفاظ على جسده ، لكن يبقى السؤال .. هل هذا الحفاظ و النحت هو للصحة الجسدية و الرياضة و اللياقة أم هو " فورمة الساحل " ؟ ففي الحالة الأولى عند البعض هو شيء عظيم يحترم و يجب انتشارة ، أما في الحالة الثانية هو شكل من أشكال التحرش دون أن ندري..
       نحن نحتاج أن نضع قاموسا لعقولنا ، لمفاهيمنا ، لأفكارنا فبعض الأشياء نفعلها دون أن ندري احيانا معناها أو لماذا نفعلها ثم نحزن لتتحول حياتنا لنظرية انتمائنا لكوكب اخر أو عصر أخر و هي نظرية نهرب كلنا اليها من واقع نعيشه أو لا نعيشه فنحن نرفضه.. و الأن فكر في من تشجع في كأس العالم و سم من شئت من فرق العالم بل أصنع فريق الأحلام الخاص بك و استبعد هذا البلد اللعين فهي ليست فيه و احلم قبل كل مونديال أن ندخله ولكن تمسك فيمن تشجع فنحن فقط نريد دخول المونديال كقصة نرويها لأحفادنا كما رويت إالينا ان يوما ما ذهبنا فلا يهم أن نذهب و تنفجر الطائرة باللاعبين لا يهم فالهدف هو الصعود فقط ولنترك مسألة الفوز لمن يمن علينا بالأفكار منذ البداية أما نحن .. نحن لا نلعب لنفوز و أنما " عشان أونكل يحلل " و ربما يوما ما ننشيء كأس العالم للسباب و عندها المراكز الثالثة الأولى لنا دون منازع و ليحاول العالم اللحاق بنا..
      اعتاد شعبنا في الأونة الأخيرة على الثورات و الرفض و الاعتراض بأعلى صوت ولكن لنبدأ الأن برفض سلوكنا و نثور أولا على أنفسنا و مفاهيمنا التي تسمح بإغتصاب يهتز له ادعاء مريض لا يرضي انفسنا بل يملئها تقززا منا فلتبدأ ثورة على المفاهيم و الثوابت لا نتمسك بالظاهر و لنحفر عميقا في محاولة للبحث على المصادر و حلها و نأخذ مبادة للفعل و ليس القول فكفانا قولا..

بقلم:
    علي صيام.


نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا

الإمام الشافعي














Sunday, June 16, 2013

ما كانت للشيم ابدا أن تحسب نقيصة

لا أعلم كيف أبدأ حكايتي .. فكيف جاز لفتاة مثلي اتخذت الصمت خليلاً في الآونة الأخيرة أن تعبر عن مكنونها لأناس اتخذت أحكامها المسبقة وهواها حكماً و سيداً لها و من سيصدق ؟... إن لم أعلم كيف أبدأ كلامي ، فأعلم جيداً أنني لا بد وأن أتحدث و يعلو صوتي الآن ، ولكن …
أأتحدث عن نجاحي .. ضعفي .. حبي لمن حولي .. خذلاني .. قرارات صائبة ؟ خاطئة ؟ لا أعلم عمّ يجب أن أتحدث أولاً ولكني أعلم أنني لم أندم ما دمت قد تعلمت ولكن فقط إن كان بإمكاني أن أتعلم بوسيلة أخرى تحفظ لي نقاء قلبي و قوته،

تعلمت و رأيت .. رأيت ؟ أنا أرى دائماً ولكن لم أكن أصدق .. أردت ألا أصدق كيف يضيع نجاحي أمام عيني كي يرضى عني من أحب .. أهلي .. أصدقائي .. و هو –نجاحي- ! أين هو منهم ؟! أين حقه عليّ و عليهم !
أحببتهم كلهم ولكن لن أسمح لحبي بتدميري فإن مات نجاحي .. مت، أحببتهم كلهم ، لكن لن أسمح لأفكارهم أن تقتل جمالي ، فجمالي في شخصيتي .. في نجاحي .. فيمن أكون ، فإن مات جمالي .. مت.
تفوقت في المدرسة فأحبوني .. حتى وصلت للكلية فلم يعينوني على اختياري ، لماذا ؟ لأنك فتاة ! لأن هذا ما يريدون ! لأن هذا ما رسموه و خططوه لكيان كان من المفروض عليّ أن أكون ! فالمهم اللقب الذي يحبون وليس ما أريد و أتمنى ، يكفيكي هذا النجاح و لتتركي البقية للرجال ! أيعقل هذا الكلام ! عاندت كثيراً وعورضت أكثر ، فثابرت وتحملت و تعثرت، فقاومت إلى أن وصلت لنجاحي ، فكان النجاح سلطة و نفوذاً تفقأ عين من يجرأ أن يقلل من شأني، فإن تعثرت سابقاً فعلمت من أنا لاحقاً ، فعلم أهلي قدري و رفعوه بعد أن لفظوني سابقاً ، فنجاحي أعاد لي شأني و فوق الشأن شأن .. من وقتها وقد قررت ألا أسمح لكلمة في بطاقة أن تسرق نجاحي، فالنجاح يحدده الإنسان بفكره و ليس بنوعه ، إنه حقي وليس من حق المجتمع تحجيمه .. مجتمع زرع في فكر والدي سابقا أنني حين أعطي دراستي و نجاحي الأولوية عن الزواج أكون قد أتيت شيئا فريا ! فقط لأنني فتاة ! .. لا يهم فقد أردت أن أرفض وفعلت، رسالتي هي كل ما يعنيني و ها أنا ذا أمضي علي خطا تحقيق ما أردت ..تمنيت دائماً أن أصبح أنا الفتاة التي طالما يفخر بها الجميع .. التي تسعي دائماً أن تثبت من تكون بأفعالها !
أنا امرأة و هو ليس عيباً أو نقيصة و إنما شرف و عزة .. فأنا إنسانة لها عقل و قلب و رؤية و لست بضاعة في سوق تعرض ، و يوماً ما سأصبح أكثر مما تمنيت دوماً أن أكون …لست وحدي وإنما كل من هن مثلي ،يوماً ما سيعترف الجميع بقيمتنا .. سيعرفون بل و سيعترفون بأهميتنا ! سيدركون حينها ماذا تعني كلمة فتاة …..

Monday, February 25, 2013

بعيدًا على قُربٍ قريبًا على بُعدِ*


   " أنت عارف أنا بحبك قد ايه! بلاش دلع و ثبت دماغك شوية، كفاية إنك مغمض عينك مش راضي تشوفني .. "
أعدلت له رأسه و بدأت بتصفيف شعره الأبيض الامع المنساب على جبينه يكشف شيئا من الصلع في رأسهو بدأت أصفف شاربه الذي كثيرا ما قارنه أصدقائي بشوارب الأبطال في أفلام العمليات الخاصة أو " ألأب الروحي " فهو دائما ما يجلس في غاية الأناقة و الوقار بربطات العنق و الساعات الثمينة ..
   "عارف إن شكلك حلو أوي رغم إنك مش لابس بدلة زي عوايدك .. "
دائما يجلس في ثقة مفرود الظهر ممشوق الجسد رغم عمره الذي كان يفخر أن يضاعفه بأن يزيد عليه عدد الكتب التي قرأها مما ملأته هيبة و حكمة تٌرى في عينيه و خبراته و تعاليمه التي لطالما كان ينقلها لي مذ كنت فتاة صغيرة فقد كان دائما عشقي و فارس أحلامي الرجل الكامل ذي الوجه المشرق المبتسم المهيب رغم طيبة قلبه.
   " اه وشك بيضحك بس ليه مش بتضحك بجد ولا بتتكلم و تهزر معايا و بعدين هو مش أنت بتحب أسرحلك شعرك زي ما دايما بتسرحهولي .. طب ساكت ليه انت أكيد مش زعلان عشان وشك بيضحك أهوه و حلو أوي .. "
   أعشق كيف يبدو وهو مغمض العينين فيه حنان يبعث الحب لمن حوله تشعر به حتى إن لم تراه ، لكن صمته الأن يوجع قلبي أهو نائم ، أهو حزين ، لا لا يبدو حزين أعشق أن أراه ولكن ما بك أشعر بقلبي يعتصر ..
   " طب ! أنا عايزه أوريك الصغير الي شبهك .. بس فتح عينك و شوف شبهك ازاي .. بص حتى هو لابس أبيض في أبيض زايك و ملفوف بيه! ملفوو.. " 
   يتعالى الدق على الباب و أصوات صراخ و نحيب لا أعرف لهم داع ! .. ألا يعلمون أنه نائم أو حزين ! لما كل هذه الضوضاء هم يعلمون جيدا كيف يحب الهدوء خاصة مع صوت الأذان كما هو الأن !!
   -" حرام عليكي يا بنت الي بتعمليه فنفسك و فينا افتحي الباب .. حرام عليكي لازم يخدوه عشان صلاة الظهر أهيه!"
"ملكمش دعوة هو حيقوم لوحده و حياخد ابني الصلاة معاه زي ما قالي في التيليفون.. مش كده يا بابا ؟!"
   -" حرام عليكي تكلمي نفسك يا بنت قطعت قلبي .."
 " حرام عليهم هم عايزين يخدوك مني ليه .. رد عليهم و دافع عني زي كل مرة متسبنيش لوحدي .. كلمهم !! "
  - "ندى أفتحي الباب يا حبيبتي أنا طارق حدخل أنا لوحدي عشان أسلم عليه بس دخليني .."
ما إن فتحت له الباب حتى ضمني اليه و قبل جبيني .. أحبك يا طارق لكن أبي لا يرد.. لما عساه يفعل ذلك
  -" شايفه يا ندى وشه بيضحك إزاي ؟ عارفه ليه ؟ عشان رايح يقابله و عارف انه عامل الي عليه سبيه مبسوط متخليهوش يبقى مضايق عشانك .."
   لا أعرف لما لحظتها انهمرت في البكاء أشعر بيد طارق الحانية تهدئني ولكن قلبي ينسحب من بين ضلوعي 
  -" بوسيه يلا عشان لازم يمشي .."
 قبلته بجائتني بشرته باردة على شفتي كأني ألحظ كل ما به لأول مرة و أرفض الاستيعاب أو الإستسلام .. فلازلت إلى الأن ما أن أدعو له و أقرأ الفاتحة حتى أرى وجهه المضئ يبتسم لي و لكن تتسرب برودة قبلتي له إلى عقلي فأبكي و أرتجف و ما أن يبتسم ف... ابتسم ..
 
                                                                                       علي صــــيام
* اسم القصة شطر من بيت لابن الرومي  

Friday, February 1, 2013

كل عين حجب الليل ضوءها عمياء

قبل كتابة هذا المقال تعلمت الكثير من أصدقاء لهم الكثير من الفضل : " عبد الرحمن عمر " " ندى أسامة " شكرا 




   إذا أردت أن تمشي فالمشي رياضة ، لكن إذا كنت تريد من هذا المشي التأمل فلا أنصحك بالمشي فسيقطع تأملك بكاء طفل في الشارع ينظر اليك يحتاج مساعدتك .. تجاهله فداخلك تضمر له أشياء متضاربه بين الخوف و الشفقة و التعالي و الحزن ، تجاهل كل مشاعرك الجميل منها و القبيح و أكمل طريقك فسيقطع تأملك الأن صوت طفل أخر يسب و يبصق على زجاج سيارة بعد أن وكزه صاحبها وانهال عليه بالشتائم هذا ان لم ينزل من سيارته لتلقينه درسا كيف يتعامل مع أسياده - حسب معتقداته - و ستُكسر ساق أو زراع حلا للمشكلة بينما ينظر الناس له نظرات ما بين ( يستاهل و يا حرام ) أو كحل أخر يخرج الطفل مطواة ليغرزها في صاحب السيارة و هنا يقبض عليه الناس و يتحول لمجرم أو  يهرب فيتحول لبلطجي .. نعم هنا تصنع البلطجية أمام أعيننا ..
    أو ربما رأيت طفلة تقف أمام نافذة سيارة و المال في يدها ولكنها لم تمشي و تدعو كما تفعل دائما بل واقفة ساكنة في مكانها . أرجوك لا تكرهها فهي ليست واقفة تنتظر المزيد من المال لكن فقط راعها الإحساس داخلها وهي تنظر للنافذة الخلفية ترى أم و طفلها في ضحك و قبلات و حنان .. نعم هنا تُقتل الأحلام أمام أعيننا ..
    ولربما تغاضيت أكثر أمام طفلة لم يكد يطلق عليها فتاة طال وقوفها لتأخذ المال ، لكن أرجوك لا تلعنها فيكفي أن لعنها الله و وهبها بوادر جسد امرأة أن يتحسس المال جسدها قبل أن يصل الي يدها و الكل في اتفاق غير متفق عليه لقتل الحلم ، صاحب المال كأنه لا يقصد و هي كأنها لا تشعر و أنت كأنك لا ترى .. نعم هنا تُصنع فتيات اليل بأعيننا ..
    اضرب كل هذا عرض الحائط والعن اليوم الذي كررت أن تمشي فيه و ابحث عن شيء يتلقى اللوم بدلا منك .. أو أعطيت أحدهم ملا و سبك طلبا للمزيد أو تطاول طمعا أو .. جاء ورائي يقول : " عمو اتفضل المناديل أنت نسيتهم "
" لأ خلاص يا حبيبي الفلوس دي بتاعتك "
" متزعلش مني أنا مش عايز فلوس أنا كنت عايز ابيع المناديل "
" عادي يا حبيبي الفلوس دي عشانك هات بيهم شيبسي "
" لأ خد المناديل و أنا حاخد الفلوس و أجيب شيبسي أنا مش بشحت"
" أنا أسف "
" لا عادي أنا مبسوط أصلا أول مرة حد يتأسفلي بس متتأسفش أنا بس نفسي أبيع المناديل و اشتري الفندق ده يعني حيكون بكام؟"
" ألف جنية"
" ياااااااه طب أنا ححوش كتير عشان اشتريه و اأكل أخواتي و جوز أمي ميضربنيش "
 ستسقط دمعة من عينه اهرب اركض فالحقيقة مسئولية ولذلك يتجاهلها و يهابها الجميع .. أركض فعند وصول هذه الدمعة للأرض سترعد السماء و سيلعن الله أهل الأرض علي هذا الحلم الذي سقط مع دمعته .. اركض ربما لن يعذبك ضميرك كأنك تحلم .. نعم هنا يموت الضمير أمام أعيننا ..
    لا أدعوك لإعطائهم المال و لا هي دعوة لجمع تبرعات أو دار أيتام فإعطائهم المال كإعطائهم سمكة دون أن تعلمهم الصيد ، لكني أعترف أنني لا أعرف كيف أعلم الصيد لهؤلاء الأطفال و انما أردت ان تكون بقعة تم تسليط الضوء عليها فلربما تعرف أنت كيف تعلمهم .. بيدك تتركهم .. تتجاهلهم .. أو تعلمهم .. طالما أمنت أن المعرفة هي الحل ولن نرقى إلا بثقافة أفرادها ولكن أيضا تعلمت أنك لن تنفعهم بالفكر فقط ، فإن كنت تعرف كيف تعلمهم الصيد فلا تتجاهلهم .. و تذكر أن المستقبل أنت صانعه .. 

                                                                       علي صـــــيام 
* عنوان المقال هو بيت لأحمد شوقي .

Friday, January 11, 2013

جبل من طين

أنا مش بحب أكتب بالعامية بس قلت أجرب طريقة جديدة في الكتابة ..


    مقدرش أقول إني زهقت ، رغم إني موجود من قبل متبقوا موجودين ، مع إن ممكن بحكايتي انهيلكم كل المشاكل و كل الحيرة بس حيبقى فيين المتعة في كده لو انتوا مش حيرانين ، كده كده مش بتعيشوا قد أجدادكم دلوقتي بقى عمر الحضارة بعمر شخص واحد من أجداد أجدادكم .. الحقيقة كتير بستغربكم بس عادي ما أنتوا بقيتوا متعرفوش غير الي عينيكم شايفاه و بتتكلموا على الوجود رغم إن كل العين تقدر تشوفوا هو أصغر جزء في الوجود .
    حكايتي ححكيها مش عشان زهقان أنا لسه مكمل حتى بعدكم ولو في شكل مختلف بس الفكرة انكم كبشر بقيتم تيهين فبقيتم مملين فقدتم الأمل في الإنسانية ففقدتم هويتقم فأنا بسلي نفسي لحد ما حد يفوق .. حكايتي بتبتدي لما كنت جبل مش حقول فين ولا امتى خليكم فحيرت : " بقلنى كام سنة سبع ألاف سبعة مليون ولا كام ؟ إحنا أول كائنات ولا فيه قبلنا ؟ بشر ؟ جن ؟ فضائيين ؟ مش حقول لكم عشان بستمتع بالحيرة بتاعتكم دي عشان ساعات بتطلعوا نظريات غريبة تضحك ، المهم أنا حبتدي من " آدم و حواء " أنا مشفتهمش عشان مكدبش هما نزلوا في مكان بعيد عني بس الأرض كلها أترجت للخبر و خافت من التغير و التجديد .. جن تايه .. شيطان غضبان .. الحيوانات خايفه و المياه بتجري في حركة زي كل الكون و كلنا مستنيين .. ومع زيادة عددكم و نفرت الأرض من دم هابيل و فارت مع دموع آدم و هدت مع ضحكة طفل جديد و قصة القتل عرفينها لأنها لسه بتحصل كل يوم و كل أخ بيقتل أخوه حتى مش بالدم ساعات قتل الحب ناحية أخوك بيبقى مفيهوش رحمة أكتر من القتل الي فيه دم لو تعرفوا !! مقدرش اقول مكرهتكمش فترة ساعت ما اتقتل عليا أول أخ وأغتُصبت أول أخت ولو كنت أقدر كنت " أتربقت " على دماغكم بس ربنا رحمكم !
     ولا انسى أول بوسة الي رغم جمالها قامت حرب، بس منساش شكلهم و هما دخلين جوايا و ازاي خفت.. آه خفت يقتلها يغتصبها أو خفت تدبحه ما كتير تحصل وأخاف منه وتقتله هي ! خفت من قوته خفت من كيدها بس المره دي الوضع كان مختلف .. كان بيحبها و كانت بتحبه و كانوا بيهربوا من كل حاجة عشان بس يفضلوا بصين فعين بعض حبهم كان أكتر من لحم و دم حبهم كان نغم .. آه نغم مأ أنا اعرف النغم من قبلكم من العصفور و المايه و الشجر و الرعد كل ده ليه نغم بس انتم الي مبقتوش للأسف تحسه بيه ، بس في عنيهم  شفت و سمعت النغم ده و استغربت بس انه يطلع من الي قتل و ساعتها عرفت انكم مختلفين و ابتديت أخد بالي فرق الي قتل و الي اتقتل .. حبهم قدالي أمل وكنت بستنى كل مره يجولي لحد ما خفت الأمل يموت لما بنت تانية مستحملتش السعادة تكون مش ليها و آه لو تعرف ان عمرها ما حتلاقي السعادة في تعاسة الناس و ده الي حصل لما قتلت البنت الرقيقة و يارتها كانت تعرف انها مش بس قتلت البنت لأ هي السبب في موت كل الناس الي ماتت في حرب عشان البنت بس هي كمان قتلت الحب ، الحب الي بنهم .. آه نهم ما أنا أعرف النهم من قبلكم شوفته في الحيوان بس افتكرت انكم مختلفين وبعد سنين لما دخل جوايا دول مشفتشف الحب لأ شميت النهم البوسة كانت مختلفة مكنش فيها البراءة الإحساس جديد معرفتش أحبهم مكنتش بستناهم بش مكنوش بيتاخروا و فجأة مبقتش أشفهم و بعد شهور جاتلي بس كانت لوحدها أصلها حملت ومبقاش يحبها جاتلي تحول تفهم بس ماتت جوايا و مات معاها حاجات كتيير و دعيت ربنا و اتشق من جوايا نهر .. آه نهر معرفش منين جاه النهر من جوايا أنا جبل و أكيد دي مش دموع بس محاولتش أفهم زي ما محولتش أفهم ازاي الطفل عاش و ازاي الأم ماتت و الأب عاش و ازاي كان صوت البكاء عالي و أنا جبل ولا ده كان بكاء أهل القرية ولا يمكن أرض القرية نفسها لما نزلت جثتها على أرضها ماهي كمان الأرض بكت أصلها كانت عرفة ات دي مش أخر مره .. اه مش اخر مره
    اتفجرت .. معرفش ده بسبب الشق الي حصل فيا بعد البكا على البنت ولا .... ايه ؟ ىه قلت اتفجرت ، معلش نسيت أحكيلك عنك لما ابتديت تطور أو بمعنى أصح تتأخر أصلك زمان لما كنت بتستخدم عقلك كنت متطور انما دلوقتي و انت كل حاجه حواليك بتطور و انت أقصى حاجه تستخدم التطور تبقى بتتأخر ، كنت متطور لما عرفت عقلك و الطبيعة حواليك و حبتها فحبتك بس لما جيت تتعوج عليها قتلتك و افتكرت انك ممكن تهزمها بس حيجيلك يوم وتبكي على الي راح منها ! متستغربش من النغم أنا اه حجر بس منستش الي اتعلمته.. اه حجر متنساش ان مش كل الي اتكسر ممكن يتصلح ولما قلت انفجرت لازم تاخد بالك اني مبقتش خلاص جبل بقيت أصغر بس الفرق اني عارف اني حجر لما بقيت أصغر عكسك رغم انك صغير بتحاول تعمل كبير و مش بتدور على الي يفيدك بتدور على الي يخلي شكلك كبير و تحاول تعمل جبل و انت مجرد حجر بس شبهي في حاجة تانية ان احنا من أصل طين بس الفرق ان مفرقش معايا لوني أبيض مع التلج و أسود مع الطين و أصفر مع التراب و أحمر في بلد تانيه بس عمرها محتفرق حتكبر على مين !
    شبهي في ايه تاني ؟ شبهي لما بتبني بيا و تعمل مبنى و يعدي الوقت و يتهد فتنقل الحجر بلد تانيه بفلوس .. آه فلوس ما أنا أعرف الفلوس أصل كتيير من الدم كان بسبب الحب أو الحقد أو .. الفلوس آه الفلوس الي خلت حجر يبقى ليه سعر الدهب و حجر يتشاط بالرجليين .. لا أنا مش بقلل من الحجر بس أنا أصلي طين و بالنسبالي السعر الحقيقي مش مبنى على شكل تنين لكن في يد طفل صغير بيحرر نفسه من عسكري جبان لعين .. آه يا طين .. 
  
                                                                                       علي صيام

Tuesday, January 1, 2013

عيد بأي حال جئت يا عيد ؟

   لا يهم إن كنت من المهتمين بالعام الجديد أم لا ،لكن دعنا نتفق أنه مر سنة على رأس السنة الماضية و مرت سنوات تبدأ 

بشعار " متجيش لو جيه وحشة زي السنة دي " لكن البعض منا كانت السنة الماضية من أجمل سنوات حياته و البعض كانت 

لهم الأسوأ و اخرين ليست مهمة فكل السنون لهم لا تختلف فهي دائما مملة.

   الأن أريد أن أطلب منك شيئا ولا أهتم أن تكون صريحا معي فلن أسمع أفكارك وقت ما تقرأ هذا الكلام لكن أريد منك أن تكون 

صريح مع نفسك و تتذكر رأس السنة الماضية و ما كانت أحلامك و أمانيك للسنة الجديدة غير أن تكون سنة سعيدة( و تعدي 

علي خير و تنجح في الشغل أو الكلية ....) فليس هناك سنة بأكملها سعيدة لكل الناس أو تعيسة على كل الناس ف "رب ضرة 

نافعة " كما يقولون و لكنها تتفاوت ولكن - إن كنت صريح مع نفسك - ستعرف لماذا كانت سنة سعيدة لك أو حزينة فبإختصار 

أنت كنت صانعها .. أنت السنة الجديدة فاليوم هو أمس الذي خشيناه و السنة الماضية كانت مستقبل من سنتين لذا تذكر رأس 

السنة و أفكارك فيها و إن كنت عملت فعلا من أجلها فإن كان نجاح فهو لك مستحقا و إن كان إخفاق فأنت جانيه ، فأنت الأن 

تقف حيث دفعتك أفكارك أمس و ستقف غدا حيث أفكارك و أحلامك و ما تعمل من أجله اليوم ، فإن لم تكن مهتما فلا تتوقع جديد 

و إن كنت تركز فقط على همومك فلا تنتظر أي سعيد و إن كنت تحلم و تطمح ولا تيأس فهنيئا لك كل رغيد ، لذا إن فاتتك رأس 

السنة للتمني فلا يهم فكل يوم تحياه يصلح أن يكون رأس سنة تبدأ منها ضربا عرض الحائط يأس الحياة فقط كل ما عليك أن تبدأ 

و تحلم و تفكر ولا تيأس فلوما كانت الظلام لما كان لنور الشمس معنى و تذكر .. المستقبل أنت صانعه ..
                  

                                                                                                   علي صيِِـــــام

Saturday, December 22, 2012

بعد سقوط مرسي

 ( قبل نشر هذا المقال نصحني بعض الأصدقاء بعدم نشره (لأنه حيجبلي وجع دماغ و ناس كتير حتسيب القضية الأساسية و حيمسكوا بس في الي معجبهمش ) و ربما هم على صواب و أنا شاكر لهم ولكن  إن لم أدافع أنا عن رأيي فمن سيدافع عنه و كيف سأطلب من الناس ما أبتغيه ، فإن خفت نشره خشية نقد بعض أصدقائي لي - و هم في ذلك أصدقاء يتناقشون - فكيف سأدافع عن موقفي أمام الناس إن كنت في موضع مسئولية، فإن لم أنشر خشية العتاب فأنا جبان منافق ولكني تعلمت أن أعيش كإنسان حر لا يفرض عليه التبعية من أحد سوى ضميره )
   
بعد سقوط مرسي :-

     غضب عارم و نصف الشعب يرفض وجوده .. إذا فليسقط! و لكن إن سقط هل سنحتكم للديموقراطية ؟ و إن فعلنا و جاءت الصناديق ب" حازم  أبو إسماعيل"- الذي يرفضه بالطبع نصف الشعب -هل سنهب عليه للإسقاطه ؟ و إن حدث هل سنحتكم للديموقراطية ؟ و إن فعلنا و جاء " البرادعي " أو " صباحي" ماذا سيفعل النصف الآخر الذي يرفضونه ؟ هل سيصمتون أم هل سيثوروا لإسقاطه ؟ و إن حدث فإلى متى ؟..
    ما الوضع الأن هل هي حرب أهلية - بوقوع بوادرها الأن - قادمة أم سيهب بعض العاقلون لإنقاذ الوضع - إن كان هناك عاقلون و إن كان صوتهم سيسمع حين ذاك - أنا لا أسب مجتمعنا و لكن أريد فهم بعض الظواهر مثل : " ضرب شفيق بالجزمة " " ضرب سيد البدوي على قفاه" " ضرب صبحي صالح " " محاصرة القائد إبراهيم " و إن كنت معارض لكل هؤلاء .. المشكلة ليست فقط في وقوع هذة الأحداث و لكن في تقبل الناس لها ، فيبقى لبسؤال : هل من المبرر تقبل مثل هذه الأحداث لمجرد الإختلاف في الرأي ؟ هل يبرر السب و القذف و الضرب وربما القتل لمجرد أن من حدث فيه مثل هذا الفعل معارض لك ؟ ماذا إذا حدث هذا ل " صباحي " أو " علاء الأسواني " مثلا !! 
    أصبح الشعب الأن في سب متقبل  ليكون نصف الشعب " مغيب و كافر " و النصف الأخر " خرفان و بهيم " فإذا قامت حرب أهلية كيف ستميز من تقتل ؟! هل من تراه كافر وصل كفره لك كالمسيخ الدجال فترى كلمة " كافر " بين أعينهم ؟! و النصف الأخر هل ستعرفهم ب" الفروة " ؟! أم يكون القتل و الإغتصاب لكل منقبة و كل من لا ترتدي الحجاب ؟! أما الرجال فيطلق المؤيد لحيته و المعارض حليق لها في كود سري معلن للقتل ؟!.. فقط عند قراءة هذه السطور اتمنى منك أن تتذكر يوم 28 يناير 2011 في مشهد للتاريخ عندما وقف المسلمون للصلاة مطمئنين في حماية أخوتهم المسيحين كل على قلب واحد المسلم مسلم دون تفريق و المسلم و المسيحي مصريين دون تفريق .
    أنا لست بسياسي ولا أحب السياسة ولا أستطيع أن أتي بحل ! يمكن فقط أن أعرض قول الكاتب الكبير " محمد حسنين هيكل " بأن : " النظم تسقط بالجرائم و ليس بالأخطاء و ما يحدث الأن ما زال قيد الأخطاء ، و مشاكل مصر بعد نظام مبارك أكبر من أن يحلها رجل واحد أو فصيل واحد و دور المعارضة الأن ليس إسقاط النظام و إنما تكاتف الكل للخروج من هذه الأزمة قبل تحول الشرخ إلى فلق " هذا حله و قد رأيت عرضه و ان كان عند أحد حل أفضل فليقدمه - أنا لست اخوان أو سلفي أو ليبرالي أو علماني و كنت فسأقول فحرية الرأي ليست تهمة ! - و لنتذكر أن " العصر الذهبي " لا ينبغي أن يكون في الماضي وراء ظهورنا بل في المستقبل الذي يجب أن يعمل كل واحد منا اليه و لن يتحقق الا بالوحدة !
     إن كان وصلك مقصدي فلن أشكرك إلا إن كنت تنوي أن تفعل أكثر من القرأة و الإعجاب .. و إن لم يعجبك فأنت ربما تراني تافه أو خروف لذا اتمنى منك أن تسمح لي أن أخذ مثال بسيط من الثورة الفرنسية و ليس الثورة نفسها و إنما سبب نجاحها ممن مهدوا لها و لم يروها مثل " جان جاك روسو " و " فولتير " و لن أحدثك عن الثقافة رغم أننا نواجه أزمة ثقافة ولكن سأحدثك عن ثقافة " فولتير في قوله : " أنا أختلف معك في الرأي ولكني سأموت دفاعا عن حقك في أن تقوله " ولو كان هذا الشعار قائما الأن لختلف الوضع و أنا لا أطلب منك الدفاع عن حقي في قوله ولكني أطلب شاكرا عدم التقليل مني لمجرد الإختلاف معي و إن كنت في نظرك خروف فأفعل أنت شيئا إيجابيا غير أن تشتمني ..

Monday, December 3, 2012

حق المرأة و حق الإنسانية

   ستكون البداية صارخة ولكن ما المشكلة فهذا هو الحال حولنا هذة الأيام ولن أطيل في كلام مرسل فصلب الموضوع لا يحتمل، ففي البدء حاولت تجنبه أو حتى إنكاره إلى أن بدأ يفرض علينا في كل مكان و إن كان كلامي رفض فهو ليس لأشخاص و إنما لوباء إجتاح حياتنا ، أفتح التلفاز لأرى إعلان "فيلم العيد " ولن أتحدث عن فيلم بذاتة فالفكرة واحدة في كل الأفلام " مهرجانات + بنت حلوة + بنت (مش حلوة) " و في أخر الإعلان كان كل ما رأيت هو الإنتهاك لكل حقوق الإنسانية ، فكان إنتهاك إحترام و حقوق المرأة بظهور فتاة جميلة لا يهم إن كانت تستطيع التمثيل أو لا المهم للمنتج هو حجم المساحة العارية التي تظهر من جسدها وهي تتمايل على صوت الموسيقى - إن كان ما نسمعه الأن يستحق أن يسمى موسيقى- ثم تظهر فتاة أخرى - أعزروني في اللفظ - "حولة " أو بدينة جدا أو قصيرة جدا أو أي شيء يبرز جمال الفتاة الأخرى ليعامل كل بنت على انها سلعة تباع "بسعر" جمالها !! و يجعل كل بنت من بعد ذلك مكتئبة مقهورة " عشان بقت شبه فلانة الحولة أو علانة القصيرة " أو أي مما يهين كرامتها و يزعزع من ثقتها بنفسها و إن كانت من الداخل أجمل ما يكون من زهور الربيع في هذا الزمن العاصف ولكن لا يهمها فهي لا تشبه جميلات السنيما - إلي غالبا مش بيعرفوا يمثلوا ! ( عندي سؤال حناقشة بعدين بس هو في حد ليه الحق إنه يتغر بجماله أو لونه أو من انه بلد رغم ان ده حاجة ربنا انعم بيها علينا مش احنا الي اخترناها أو لينا أى فضل في وجودها ؟! )
   و بإنتهاكه إحترام المرأة و معاملة جسدها بمثل هذة الطريقة - سامحوني- القذرة فهو أيضا أنتهك إحترامي و حقوقي كرجل بمعاملة الرجال كحيوانات و كلما تمنع منهم زاد حجم المساحة المعروضة من الجسم! فهل يسير مجتمعنا نحو الدعارة ؟!
  و الحل السحري واضح " المهرجانات" ليزيد عدد المشاهدين المغيبين و تقف النجمات المفترض كونهم قدوة " يشرشحوا " لبعض في أغنية ! و أغنية تقول : " هاتي بوسة يا بت " و أخرى لا أعلم ان كانت ترد على الأولى أم أصبح هذا هو الطبيعي فتقول : " عايز مني بوسة أديلوا ولا أيه " - ولا أيه طيب أنا عايز أفهم !- فيكون انتهاك اخر لحق المرأة
   أنا لا أعارض الفن فأنا طالب فنون و الفن حياتي ، ولكن و إن كان كل تعبير عن الرأي أو المشاعر برسم أو تمثيل أو شعر أو شكل غنائي أو أي كان يعتبر فن ولكن ليس كل فن راق، فهناك فن راقي و فن هابط و إذا كان الفن هو مقياس لثقافة البلاد و كان الفن هابط فالثقافة إذا هابطة !
  لا أدعو إالى مقاطعة ولكن أدعو لفن نظيف راق و أرى في كل هذا الظلام مخرج فستبقى فلسفتي واحدة : لو ما كان الظلام في الدنيا لما كان لنور الشمس معنى و أهمية .. فهذه دعوة للرقي للفن للثقافة .. أو للمستقبل
   

Saturday, November 24, 2012

نقطة و من أول السطر

عندما تبلغ الستون عاما فلابد من نقطة وقوف ، نقطة لترى ما أنت عليه لترى ما مضى و تتوقع ما هو قادم -  إن كان في العمر بقية- في المستقبل
  نقطة لابد منها عندما يضحك من حولك ليذكرك بكلامك عندما كنت في السابعة عشر أو أحلامك في الواحد و العشرين ، أو ليأس في الخامسة و العشرين أو حنين لذكرى حب في الحضانة أو نجاح في الثلاثين ولكن دائما هناك نقطة
إن كانت أحلامك في السابعة عشر أن تكبر كي تأخذ "بنت حلوة " في السيارة أو كان كل تقكيرك "تافه" فيجب أن تكون السعادة في التفاهه و الخطأ فقواعد الحياة أن يكون الفشل سهل و الخطأ طعمه حلو و طريقه مزين مرصع بالجواهر ولكن دائما هناك نقطة لتراجع نفسك عما فات خاصة إن كان ما فات لا يبشر بما هو آت
نقطة للمستقبل ،لللأمل ، لتنهض و تفيق . ذكرى للتفاهه و السعادة الزائفة و اللذة التي تتبعها صحوة فمهما كان الخطأ لذيذ فدائما هناك ما ينقصك
حتى يظهر شخص ليغير مجرى حياتك حتى من دون قصد بسؤال ، كلمة أو بفعل لتتغير حياتك ايجابا أو سلبا و لكنها حتما ستتغير
فيكون سؤال مثل " هو أنت كده متعرفش حاجة أبدا" أو " بتحب تقرأ " أو حتى رجل فقير يجلس في الشارع و يبتسم لكل الماره فحتى إذا كنت في قمة الغضب و تري إبتسامته فلا يسعك سوى الإبتسام أو حتى كلمة حلوة تقال في حقك قائلها لا يعلم بوجودك وقتها أو نصيحة من أي كان 
 كلها بدايات لنفس النقطة التي تتذكر فيها سخطك على أهلك معتقدا اضطهادهم لك ناسيا سهرهم خوفا على مستقبلك و راحتك ، أو نصيحة لم تسمعها لأن غرور المراهقة منعك أو كبرياء النضوج ، ولكن داخلك ساخط تعلم أن هناك أكثر من ذلك و إلا فأنت في غيبوبة تبدأ بسعادة زائفة واهية تزول بيأس ملل الواقع
فيبقى السؤال.. هل ستنتظر عامك الستون ؟ السبعون؟ أو أبعد من ذلك أم ستقف عند هذه النقطة الأن لتعرف ماذا تريد و لماذا تريده ؟ أو ... أو ... ؟    

Wednesday, October 24, 2012

حلم

نظر إلى السقف بعيون دامعة ،هذة العادة التي لا يعلم لها معنى منذ الصغر ،ثم نظر إليها محدقا و باسماً و طبع قبلة

رقيقة على رأسها، فإذا بها تفتح عينيها " أسف حبيبي مكنش قصدي أصحيكي" مداعباً شعرها المنسدل على زراعه

- يحب عندما تنام على زراعة ملقية ً الوسادة جانباً و تقول "خليهالك، أنا كدة بستريح أكتر، في حاجة ؟! " "بموت في

رخامتك " فعلن يحبها و يحب كل شيء بينهما يحب الألفة و رفع الكلفة يحب كيف انه في غير حاجة إلى الكذب

بجوارها و يرى نفسه على طبيعتة غير محاولاً أن يكون شىء اخر ليعجبها يحب كم يراها جميلة في كل يوم كيف يحب

عيوبها  يحبها - فتحت عينيها و نظرت للساعة " ايه الي مصحيك لحد دلوقتي ؟" ينظر في عينيها كأنه يراها أول مرة و

يقبل شفتيها الناعمتين التي لطالما اختطفاه من كل همومه و كالعادة ترد -بغلاسة- "مالك؟!" ، يبتسم مداعباً فترد "

مفهمتش برده ايه الي مصحيك ؟" -يعشق عيناها و كيف يكون كلامها بارداً و قلبها يفيض بالحرارة-، " مفيش حبيبي

ساعات ببقى مش مصدق انك جنبي" " نعم ؟! و العيال الي نايمه جوه؟!" يضحك " ما هو ده الي مخليني مش

مصدق! أنا الي كنت رافض فكرة الجواز أصلاً و بذات الخلفة دلوقتي عندي اتنين !! " يضحك و يحتضنها " عارفة

ساعات بحس اني مش بحبهم عشان ولادي ، انما عشان بس منك" تقترب منه أكثر ملامسا صدرها صدره "عارف..

بحبك موت" تمسك بيده فيداعب شعرها و يحتضنها بقوة ....فيسقط علي اللأرض و يفيق من نومه و يرى إحتضانه للهواء و الدموع في عينيه هي الحقيقة الوحيدة                                    .ع

الصفقة


كانت ليلة عاصفة و الأمطار غزيرة و كذلك دموعها فلم تدرك ما قالة ولم تتخيل حدوثة ولكن كيف تعترض وهي السبب منذ البداية فقد هربت معه دون ارادة اهلها لتتزوجة رغم كثرة تحزيرهم لها و كأن الله حرم عليها جنتين الأرض و السماء اثر ما فعلتة منذ الصغر بالتنكيل بالناس و الكبر في العار الذي لحق ابيها و أخواتها بهذة القرية التي بات الناس لا يتحدثون الا عنها و اثرها وعاشت اخواتها بالحزن حتى انتحرت احداهن بعد الغاء خطبتها بحبيب طفولتها على صوت عار اختها
أما حتى الأن فأنا لا أعرف اهي فعلن حزينة (ام حبكة درامية وشغل تمثيل) فهي عقلها رافض ولاكن لا اعلم بشأن أعماقها السوداء التي لم تحاول اخفائة
ولكن عودة للوراء (فلاش باك) لكي أرى بوضوح ما تعلمة هي و ما لا تعلمة.. فمبكرا من تلك اليلة جلست تبكي من الجوع فهو عاطل و هي تعولة من شغلها الذي أدى لمرضها من تنظيف المنازل, وهو لا يبالي فلم يكن شخصا يعتمد علية مند أول الأمر ولكن ليس هذا وقتة, خرجت هي مندفعة لمحولة لعدم الاستسلام لينزل هو ورائها ولتتجنبة هي مما أثار حفيظتة و لمحاولة منة لتهدءة روعة أخرج لفافة الحشيش خاصة ليبتسم و كلأنة أخيرا تنفس الصعداء, و اذا بهذا الشخص الماثل أمامة لا يعلم اهو تجسد من الخيال ام كان واقفا وسط الضباب ثم أقترب ليقول صاحبنا عباس :" ايه يا عم فصلتني"
 ليبتسم الرجل أمامة ليقول هادئا :"عندي حل لك و زوجتك"ز
لم يبالي عباس كيف عرف الغريب اية مشكلة عندهم فكل ما يقكر به (زهئت من النكد)لذا لم يهتم فهو اقتراح لربما اراحة
"عرفت حصل ايه مع مراتك في الشغل فعملت عيانة؟..اتعرض عليها فلوس زيادة قصاد خدمة صغيرة في غرفة النوم ..خدمة انسانية
لينفجر عباس غاضبا فيقاطعة الرجل قبل أن يبدأ :"شششششش .. انت مسمعتش الحل لسه.. أنا الحل بتاعي صفقة.. أنت توافق و أنا أديك الفلوس و الساطة.. بس مش المرة دي بس لأ دا العرض ده و كل عرض يجي و اياك يعدي شهر من غير ما .. و الا زي ما أديتك .. حاخد منك أكتر" عباس لا احد يستطيع التفريق بينة و بين الحيوانات أمام الغريزة و في حالة صاحبنا هذا.. المال!!ز
و لكن في محاولة لحفظ ماء الوجه :" بس ده شرف" ليقاطعة الرجل عابثا به :" الفلوس و السلطة اشتري بيهم مليون شرف" ليبتسم عباس مفكرا : " و أنت مين" فيعبس الرجل عابثا: أنا الشيطان

المدفئة

جلست(هي) علي الأرض فدائما ما أعتادت أن تجلس في هذا المكان من الفيلا ,في البدء حدقت في نار المدفئة رائحة الخشب المتأكل لا يؤذيها بل ترسم إبتسامة خفيفة على شفتيها، كوب "الشوكولا" الساخنة بيدها يضفي جواً الى مثل هذا الوضع الكلاسيكي، فبالرغم من كل وسائل هذا العصر الحديث ما زالت تحتفظ "بالجرمافون" الخاص بجدها ينبعث منه أجمل المقطوعات الكلاسيكية لتنظف أذنيها مما تسمعه يوميا في حياتها ، ترتعش للحظة تحت الغطاء حتي لا تعرف إن كانت القشعريرة من الموقف أو البرودة إلي أن ترعد السماء فتحول ناظريها إلي النافذة الكبيرة تكاد تري -في تصوير بطئ - كل قطرة ماء إلي أن يسيل الماء بتدفق علي النافذة مما يعكس الماء بدموع علي وجهها ، فجاء السؤال :"أيهما يجرح أكثر ؟ الذكريات الحزينة أم السعيدة ؟ فأنىَ للذكريات السعيدة أن تجرح ! ولكنها الحقيقة

لنفسي مش لمنصور

عزيزي أنيس منصور لا يخفى عليك حزني في الايام الاخيرة و لقد حاولت الكتابة ولكن ذهني مشتت ، أول الامر كنت غارق في حزني على فراقك فحاول اصدقائي التخفيف عني فقالت واحدة :"الاعظم ان تكون غائب حاضر على ان تكون حاضر غائب" ، فضاقت نفسي لهذة العبارة و ان كنت فرحت لتكون انت هذا العظيم و لكن حزني كان خوفي ان اكون الاخر اي حاضر غائب.
فلقد -يرحمك الله- فارقتنا -واشتقنا اليك- منذ يومين و حزنا لهذا. هذا المقال ليس رثاء اخر و انما هو سؤال : هل انا حاضر حاضر؟ هل سيكون لموتي اثر و لحياتي اثر؟ هل سيحزن من لا يعرفني و من يعرفني؟ (هوا وجودي زي عدمه)؟ لا اعلم و قد ضقت ذراعا لهذا السؤال و تمنيت ان اجد اجابة وان كان بعضكم ليقول مع الايام.
و لكن سؤالي هو "كم تبقى من الايام؟ و ان كان هنالك الكثير كيف نستفيد منه؟ فانا كاي شاب بالعشرين لم يفكر في الموت كثيرا و لكن عندما فكرت فيه لا اعلم ان كان لحياتي عندكم معنى و ان سيكون لموتي عندكم اثر؟
لا اريد ان اعلم الاجابة منكم لاني اعلم بان اكثرها سيكون نفاقا و لكني اردت ان اتحدث اليكم....ا
علمتني الفلسفة ان افكر و اسال كثيرا، فان كان تفكيري في الموت اختيار ، فلقد قررت ان اختار ان اسال قبل ان اؤسئل و ان كان حزني و تسلؤلي امامكم ضعف، ألا يحق للفيلسوف ان يحزن ؟!ا